دولة قطر في العيد.. لوحة فرح تجمع القلوب
للعيد مذاق ورونق خاص يتفرد به المجتمع القطري دون غيره، فما السر الذي يجعل منه في دولة قطر تجربة فريدة تتجاوز مجرد الاحتفالات الظاهرية؟
إنه ذلك النسيج الاجتماعي المتين الذي يحول البلاد بأكملها إلى "مجلس" كبير، تتلاقى فيه القلوب قبل الأيادي.
فالعيد هنا ليس مناسبة عابرة، بل هو تجسيد حي لروح التكافل والترابط التي تميز المجتمع القطري، حيث الأصالة تلتقي بالحداثة في تناغم فريد.
في تلك اللحظات المقدسة، يتجمع أفراد الأسرة القطرية الكبيرة - التي يمثل الشعب أفرادها والدولة بيتها - لأداء صلاة العيد في الساحات، ترسيخا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
مشهد آسر ومبهج حين تتوحد القلوب في الصلاة، ثم تنطلق الألسن بأجمل التهاني وأعذب العبارات، والجميع يرتدون أجمل هندام احتفاءً بهذا اليوم المبارك.
ومع انتهاء الصلاة، تبدأ رحلة جديدة من المحبة والعطاء، فيلتقي الأحباب لذبح الأضاحي في تجمعات حميمية، حيث تفوح رائحة الكبد المشوي في أجواء عائلية دافئة.
وخلال العيد، تتحول البلاد بأكملها لمجلس كبير يتزاور فيه الأحفاد والأبناء والأجداد، مما يدل على الاحتفاظ بالموروث القطري الأصيل، وتكتمل فرحة العيد عندما تُقدم العيديات للأطفال، فتضيء وجوههم الصغيرة بابتسامات لا تُنسى.
وعلى مدار أيام العيد المباركة، تواصل الدولة إثراء المشهد الثقافي، حيث تنظم مهرجانات وعروضا خاصة تجوب أرجاء الوطن، لا تقتصر على الترفيه فحسب، بل تُعيد إحياء التراث القطري وتُقدمه للأجيال الجديدة بأساليب معاصرة تجذب القلوب والعقول.